انتخابات نعم...ديموقراطية؟

لين هاشم

لبنان دولة تتميز بديموقراطيتها بين دول الشرق الأوسط، باعتبار أن المواطنين اللبنانيين ينعمون بنعمة الاقتراع كل أربع سنوات. يفخر اللبنانيون بهذه العبارة، ويؤمنون بها ويتسلّحون بها للدفاع عن «تميزهم» بين الشعوب الأخرى المجاورة. لكن هل يكفي أن تحدث الانتخابات، كي تكون الدولة بمؤسساتها وشعبها، دولة «حرة ديموقراطية»؟ وهل يكفي «وقوع» الانتخابات، لتكتسي طابع «الديموقراطية»؟ يمكن القول إن «المثلث الانتخابي» هو المؤشر الأول على ديموقراطية وحرية الانتخابات في مكان ما من العالم، وأضلاع هذا المثلث هي: الناخب، المرشح، والإطار الدستوري.. أي قانون الانتخاب. أولا، الناخب. طوال عقود مضت وحتى يوم الأحد الفائت، لم يستطع الناخب اللبناني التفلّت من القيود الطائفية والعائلية والمناطقية التي كانت وما زالت تكبله، وتجعل من صوته مجرد صوت إضافي في صندوق مليء بأصوات متطابقة ومعروفة سلفاً، وفقاً للمنطقة التي يتم الاقتراع فيها، والطائفة «المسيطرة» على تلك المنطقة. حتى المواطنين المنتمين إلى أحزاب علمانية عريقة، هم إما أسرى العصبيات الطائفية والمناطقية، وإما أسرى العصبيات الحزبية التي تقيدهم بأسماء حزبية مقفلة تعيد إنتاج نفسه في كل دورة انتخابية، وإما معتكفون عن التصويت نتيجة ما ذكر. في الواقع، الأزمة هي أزمة مواطن ما زال أسير الجهل والفقر والتعصب والتخلف والإقطاع في أحيان كثيرة.. ولا علاقة لهذا بارتفاع معدلات التعليم وارتفاع عدد حملة الدكتوراه. هي أزمة مواطن غير واع لحقوقه المواطنية والديموقراطية، وغير مدرك لواجباته، ومهمل لمصلحته ومصلحة أولاده، من خلال إعادة انتخاب الطبقة السياسية ذاتها التي ما عملت يوماً من أجله، بل من أجل مصالحها الخاصة. فعلى مدى أشهر طويلة سبقت يوم الانتخاب، كان الناخب اللبناني، مقيماً ومغترباً، حقل تجارب للمال الانتخابي المهين، ولتذاكر السفر المجانية، وللخطاب الطائفي البغيض، وللمهرجانات الانتخابية التحريضية، وللحملات الإعلامية الهدامة والمتجاوزة لكل الأعراف والقوانين. فهل يكفي أن يتمكن المواطن من وضع ورقة في الصندوق، أو من التلويح بحزب ما وإطلاق الهتافات والنزول في التظاهرات، ليكون ناخباً حراً؟ ثانياً، المرشح. منذ عقود خلت، ما زالت الوجوه المرشحة هي هي، مع تعديلات طفيفة في «التفاصيل» وثبات في الزعامات. وما زال هؤلاء المرشحون – الإقطاعيون في معظمهم - ينظرون إلى الكرسي النيابي على أنه غنيمة وهدف، لتحقيق مزيدٍ من المشاريع الفردية والشخصية، بدلاً من كونه وسيلة للتعبير عن الناخبين والنطق باسمهم والمطالبة بحقوقهم وتحسين ظروف عيشهم. ولعل المناطق الغارقة في الفقر والحرمان، مثل عكار والضنية وبعلبك والهرمل وغيرها هي أبلغ تعبير عن أنانية وفردية ونفاق المرشحين. أما لجهة الخطاب الذي يجيده المرشحون، فهو قطعاً ليس الخطاب الانتخابي العقلاني البنّاء، إنما الخطاب الطائفي التجييشي التحريضي الخالي من أي برنامج اقتصادي اجتماعي واضح المعالم، تتم على أساسه المحاسبة والمساءلة لاحقاً. ما زال المرشح يتعاطى مع الناخب وفق منطق «الزعيم عايز كده»، أو «صوتك مقابل خدماتي»، وهذا الأمر بدا واضحاً في الخطابات «الزعائمية» وعمليات توزيع المال الانتخابي وشراء الأصوات. فهل يمكن لانتخابات ما زال مرشّحوها أسرى المنطق الإقطاعي والمطامع الشخصية والخطابات الطائفية، أن تكون حرة ديموقراطية؟ ثالثاً، قانون الانتخاب. من أهم مبادئ الديموقراطية مبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وعدم التمييز على أساس العرق أو الدين أو المذهب أو اللغة أو المكانة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فكيف تكون انتخابات ديموقراطية وفق قانون يعتمد التقسيم الطائفي والمذهبي، ويحرم المغتربين اللبنانيين من حق الاقتراع، ولا يقيم اعتباراً لحماية حقوق وحريات الأقليات والفئات الضعيفة في المجتمع (الكوتا النسائية مثلاً)؟ هو قانون باعتراف الجميع، متخلف وغير عادل. لكن هل يقدم «الجميع» على إصلاحه في الدورة الانتخابية المقبلة؟ الاقتراع وحده ليس ديموقراطية.. ولا حرية. وطالما أن لبنان لا يزال يستجدي المؤسسات الأجنبية لمراقبة انتخاباته، وطالما لم يبنِ بعد مجتمعا ديموقراطيا وإنساناً حراً بحق، سنظل نشهد انتخابات شكلية خالية من أي جوهر ديموقراطي. فالثابتة التاريخية تقول إن الديمقراطية يجب أن تسبق الانتخابات، وليس العكس
جريدة السفير - صفحة شباب - 13\6\2009

"بريد مستعجل" على مسرح المدينة


أمام «مسرح المدينة»، في وسط شارع الحمراء، وقبل أن تدق «الساعة الموعودة»، كانت مجموعة من الشباب والفتيات والأطفال القادمين من مختلف المناطق اللبنانية، يجتمعون في انتظار الدخول الى قاعة المسرح. هو «اليوم الكبير» كما تصفه ريان، الناشطة في المجموعة النسَويّة.. يوم إطلاق «بريد مستعجل». في تمام الساعة السادسة، دخل المدعوون في ظلام القاعة، ليشاهدوا إعلانا قصيراً أعدته الفتيات بأنفسهن، إخراجاً وتصويراً وتمثيلاً. ويبدو في الإعلان طرد يحوي الكتاب، ينتقل من يدٍ إلى أخرى، ويعبر عدة مناطق قبل أن يستقر أمام مدخل مسرح المدينة، في إشارة إلى وصول «البريد المستعجل» القادم من مختلف المناطق والتجارب. «إيصال كلمة المجتمع المثلي، لا سيما قبل الانتخابات» هو الهدف من اطلاق الكتاب في هذا التوقيت، كما تقول نادين معوض، الناشطة في المجموعة النسَوية. «فتمثيل المثليين والمثليات في الانتخابات هو حق طبيعي، والثورة ضرورية لتحصيل الحقوق..». والحقوق هذه هي جزء أساسي من حقوق الانسان والمرأة، بحسب دارين خوري، ممثلة جمعية «هندريش بول» الألمانية، الممولة للكتاب. تنتهي الكلمات، ويبدأ الجزء المنتظر. تعتلي فتاتان المسرح المزيّن بمجموعة طرود بريدية ورسائل نثرت أرضاً، لقراءة تسع قصص مختارة من الكتاب بالانكليزية والعربية. وسط الإضاءة الحمراء الخافتة، تقرأ الفتاتان بتفاعل باد «القصص المستعجلة»، عن فتيات عانين لتقبل مثليتهن، أو واجهن الانسلاخ عن أسرهن ومجتمعهن، أو تعرضن للعنف المفرط جسدياً وجنسياً. وبكلمات بسيطة بـ«العامية»، نرى فتاة تقع في حب أخرى، وتكافح كل التابوهات الاجتماعية والدينية من أجل حبها، ومن أجل اختيار الحياة التي تريد. ونشاهد القبلة «المثلية الأولى»، وحكايات سعيدة.. وأخرى حزينة. نعيش التمييز والإهانة والألم، كما نعيش الفرح في قصة فتاة تقبلت أسرتها بكل صدر رحب مثليتها، فاحتضنتها ودعمتها. تنتهي القراءات بتصفيق حار من الجمهور الذي سارع الى شراء الكتاب من القاعة الأخرى. وبحسب ريان، بيعت حوالى 200 نسخة في حفل الإطلاق وحده، وبات بإمكان الراغبين العثور على الكتاب في كل المكتبات.
جريدة السفير - ملحق الشباب - عدد 3-6-2009

«البحث عن زوج مثلي»، «شاب ولا بنت؟»، «سحاقية»، «ذلك الحب الذي يكسر قلبك»، «حجابي وأنا»، «يا حيوانة!». ليست هذه مجرد شتائم أو عبارات مثيرة. هي بعض من عناوين القصص القصيرة التي يضمها كتاب «بريد مستعجل» فوق صفحاته الـ223. كتاب قد يخافه البعض، أو قد يثور عليه، وربما يحبه البعض الآخر. لكنه في النهاية صدر بكل ما فيه من تابوهات محطمة، ومسائل تطرح للمرة الأولى بهذا الوضوح والصراحة والواقعية. ولدت فكرة الكتاب منذ ما يقارب سنتين، خلال الاجتماعات المعتادة لمجموعة «ميم» (Meem، مجموعة دعم للفتيات المثليات). وجاءت نتيجة تهميش المثليات في لبنان، والاستخفاف في التعامل مع كل ما يتعلق بـ«مجتمعهن» ومعاناتهن وحقوقهن، وعدم أخذ قضيتهن على محمل الجد. هكذا تروي نادين معوض، الناشطة في «المجموعة النسَوية» (Feminist Collective) الراعية والداعمة للكتاب، قصة ولادة «بريد مستعجل». فور الحصول على التمويل من جمعية «هندريش بول» الألمانية، تم تشكيل فريق عمل من أربع فتيات، ليقمن بمهمة إجراء الاستطلاعات الميدانية والمقابلات المباشرة مع مجموعة كبيرة من الفتيات والنساء المثليات والمزدوجات الميول (bisexual) والمتحولات جنسياً (transgender)، في كافة المناطق اللبنانية. وبعد سنة ونصف من العمل الذي تخلّلته صعوبة في العثور على البطلات، لا سيما خارج بيروت، تم انتقاء القصص الـ41 الأكثر أهمية وتأثيراً، والتي دارت حول عشرة عناوين رئيسية أبرزها: المجتمع، الهوية الجنسية، الدين، العلاقات، التمييز، اكتشاف الذات، والهجرة.. الكتاب يشبه صندوق بريد يضم رسائل ذاتية تنتظر منذ زمن طويل أن تصل إلى أيدي الناس. من هنا جاء العنوان، «بريد مستعجل»، الذي طبع على غلاف لافت ومصمم بعناية، وخال من أي شعار مثلي تجنباً لإحراج مشتري الكتاب وقرّائه. وقد أخذت «المجموعة النسوية» على عاتقها مهمة نشر الكتاب وطباعة 400 نسخة منه باللغة الانكليزية، على أن يطبع مثلها باللغة العربية فور الانتهاء من التعريب. بنبرة فرحة، تستغرب معوض السهولة التي تم فيها الحصول على رخصة النشر من وزارة الثقافة، على الرغم من وجود المادة 534 في القانون اللبناني التي تجرم «المجامعة المخالفة للطبيعة»، والتي تسعى المجموعة اليوم إلى شطبها عبر حملة موجّهة إلى مجلس النواب. الكتاب قال كلمته\ «اقرأوا قصصهن بعيداً عن الكراهية والشفقة والتعاطف، أنظروا إلى تجاربهن الإنسانية، إلى أحاسيسهن ومعاناتهن وتمردهن، بعيداً عن تصنيفات المثلية والازدواجية وغيرها». هذا ما يقوله الكتاب للجمهور، بحسب معوض. هو مصارحة بين فتيات عشن تجارب هائلة ظلت خرساء وأسيرة، ومجتمع يجلد هؤلاء الفتيات كلما أردن فتح أفواههن. «ممنوع على فتاة القول بأنها منذ 13 عاما واقعة في حب فتاة أخرى. ممنوع على امرأة أربعينية متزوجة وأم لأطفال، التصريح بأنها تعيش حياة زوجية خالية من أي إحساس لكونها مثلية». لذلك، انجاز الكتاب أنه تحدث بحرية مطلقة عن مسائل محرمة ومجهولة في لبنان والعالم العربي. ففيه قبل حب وعناق وكلمات غزل وعلاقة جنسية بعيداً عن التصوير البورنوغرافي، بهدف محو الصورة النمطية للفتاة المثلية التي ساهم في تشكيلها الإعلام الخاطئ، كما تقول معوض. فالقارئ الذي سيكون في مواجهة مع مشهد لفتاتين عاشقتين تمارسان الحب، سيتمكن من رؤية إنسانية هذه العلاقة وبساطتها وجماليتها وقبحها كذلك، شأنها شأن كل العلاقات، بما فيها العلاقات المغايرة، أي غير المثلية. وتكمن ميزة الكتاب بحسب معوض، في كونه «مفرطا في الواقعية» وصادقا إلى أقصى الحدود. فعلى صفحاته، نرى فتاة تأكل وتدرس وتخرج مع صديقاتها، وتعاني الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة، وتبحث عن فرصة عمل، وتؤدي فروضها الدينية، وتتشاجر مع أهلها، وتخجل في الموعد الأول، وتختبر نشوتها الأولى، وتقع في الحب، وتتزوج وتنجب الأطفال. لكنها في خضم صراعات الحياة اليومية هذه، تعيش مثليتها بكل ما تعنيه من «صدمة الاكتشاف» و«رحلة تقبل الذات»، إما بسهولة وارتياح إذا ما احتضنتها عائلتها وتقبلتها، وإما بمعاناة وقهر وتمييز يصل أحياناً حد العنف الجسدي والجنسي والكلامي المفرط، وهو عنف دائماً ما يؤدي بالفتاة إما إلى دوامة الاكتئاب أو الانتحار أو الهجرة. وترد في الكتاب عبارات شعبية متداولة، وكلمات باللهجة العامية، وأسماء مناطق وجامعات وأماكن لبنانية معروفة، ما يضفي جوا من الواقعية والمصداقية على «القصص المستعجلة»، لا سيما أنها تخلو من أية أسماء أو تواقيع تبوح بهويات البطلات. وما يساهم في تشكيل واقعية الكتاب وإثرائه، التنوع الكبير في القصص والشخصيات والأحداث والنهايات، فما من قصة تشبه الأخرى، ما يثبت بحسب معوض، خطأ الصورة النمطية للفتاة المثلية. فالفتيات توزعن على كل الطوائف والمناطق والطبقات الاجتماعية، وبينهن المتعلمات والمتواضعات الاطلاع، والعازبات والمتزوجات، والمؤمنات والملحدات والمحجبات. وفي سياق الأحداث، هناك أسر احتضنت الابنة المثلية ودعمتها، وأسر أخرى طردتها من المنزل وعنفتها. وفي النهايات، هناك نهايات سعيدة ما زالت مستمرة لم تنته، وهناك نهايات مأساوية حزينة. وإلى جانب قصص المثليات، يتناول الكتاب قصص إناث يحلمن بالتحول إلى ذكور. كما نقرأ قصصا مؤثرة ترتبط بقضايا المرأة المعروفة من تمييز وكبت واستغلال واغتصاب وعنف وإهانة ورفض، وضغوط اجتماعية تدفع بها إلى الزواج القسري أو إلى البحث عن زوج مثلي، ليمثلا معا مشهد «العائلة السعيدة» أمام المجتمع. لم يخرج الكتاب بعد إلى العلن، لكن «المجموعة النسوية» تتلقى يومياً رسائل كثيرة من فتيات عربيات يستفسرن عن كيفية الحصول على الكتاب، على الرغم من أن ذلك يبدو مستحيلا نتيجة الرقابة المشددة على الكتب في الدول العربية، وإن خلا محتوى الكتاب من المواد المسيئة للأخلاق العامة. وبغض النظر عن كل ما سيكتب وسيقال، الكتاب بالنسبة لمعوض، قال كلمته الأهم لمثليات لبنان: «الأمل».
نشر في جريدة السفير "ملحق شباب" عدد 27-5-2009

"مهرجان أفلام الطلاب": شباب يحكون أنفسهم ووطنهم بالصورة



لين هاشم
ذات مرة، قال المخرج والمنتج والممثل الفرنسي جان لوك جودار «ان الفيلم هو أشبه بالمذكرات الشخصية، أو المونولوج الذي يقدمه الشخص في محاولة لتبرير نفسه أمام الكاميرا». هذه المقولة، أثبتتها مجموعة من الطلاب من خلال أفلام قصيرة، عرضت في إطار مهرجان أفلام الطلاب السابع، الذي استضافته سينما «صوفيل» في الأشرفية، على امتداد ثلاثة أيام، من 13 حتى 15 من الشهر الجاري. الجهة المنظمة هي ذاتها للسنة السابعة على التوالي: «نادي لكل الناس»، وهي جمعية ثقافية تعمل على تنظيم النشاطات والأحداث الثقافية على أنواعها، وتهتم بنتاج الشباب المثقف والمبدع على النطاق المحلي والعربي والعالمي. ويغطي نشاطها مختلف المناطق اللبنانية ليصل الى الأرياف. وبما أن المؤسسات الحكومية المعنية بالشأن الثقافي مستقيلة من دورها، تحرص جمعية «نادي لكل الناس» على دعم الإنتاج السينمائي المحلي والمحافظة على ارثه، من خلال تكريم السينمائيين الكبار، أمثال برهان علوية ومارون بغدادي ومي المصري، كريستيان غازي، وجان شمعون، وطباعة أفلامهم على أقراص مدمجة. على مدى ثلاثة أيام، تنافس 21 شابا وشابة في 21 فيلما من إخراجهم، حكت قضاياهم وأفكارهم ورؤاهم وهواجسهم. فعبر كل على طريقته الخاصة وبتقنيات متنوعة، عن الهجرة التي تنهش الوطن، والذكريات المؤلمة عن أحباء مفقودين، وبيروت الغارقة في ظلامها والتي باتت مقسمة الى ثلاث «بيروتات»، وغيرها من الحكايات. وبالإضافة إلى الأفلام اللبنانية المتنافسة، حلت أفلام طلابية من مصر والجزائر وتونس وسوريا، ضيفة شرف، وقد تدخل العام المقبل دائرة المنافسة بدورها. المشاركات هذا العام جاءت من جامعة القديس يوسف، جامعة الروح القدس الكسليك، الجامعة اللبنانية (3 أفلام)، جامعة البلمند، معهد الكفاءات، جامعة سيدة اللويزة (3 أفلام لكل جامعة)، الجامعة اللبنانية الأميركية (فيلمان)، والجامعة اللبنانية الدولية (فيلم واحد) . وبحسب اختيار اللجنة الحكم، حل فيلما «رسالة الى أختي» و«حب ينتظر» في المركز الأول، وفيلم «نعيما» في المركز الثاني. أما جائزة الجمهور، فذهبت لفيلم «لبنات». وتألفت لجنة الحجم من سينمائيين وأكاديميين أضفوا جوا من المهنية والاحتراف على المنافسة، وهم: المخرج السوري أسامة محمد، والمخرج اللبناني جان شمعون، والسينمائي اللبناني جوزيف بو نصار، والمخرجة اللبنانية سينتيا شقير، والمخرج التونسي أسعد الجاموسي. أخت تائهة.. وحب ينتظر فيلم «رسالة إلى أختي» (سليم مراد، جامعة القديس يوسف، 24 دقيقة) صاحب المركز الأول هو رسالة يوجهها المخرج سليم مراد الى أخته المتوفاة منذ صغرها نتيجة مرض أصيبت به، والتي كان يجهل بوجودها، إلى أن وقعت بين يديه صورة لها وهو في التاسعة من العمر. في الرسالة، يخبر سليم أخته عنه وعن حياته وكيف يقضي أوقاته، وعن والديهما، ويشكو لها مخاوفه وهواجسه ووحدته، في قالب حواري وجداني مؤثر. كما يلقي الفيلم الضوء على سلوك سائد في العائلات التي تفقد أحد أطفالها، فتعمد الى طمس الذكرى كلياً والهرب من الحديث عنها، وتحويل كل شحنات العاطفة والاهتمام الى الطفل المتبقي على قيد الحياة، ما يخلق لديه شعورا بأنه «طفل بطفلين»، وأنه مطالب بلعب دورين، دوره ودور الطفل المفقود. «حب ينتظر» (زياد شحود، جامعة البلمند، 23 دقيقة) الذي تقاسم المركز الأول مع «رسالة الى أختي»، تميّز بالأسلوب المتقن الذي أدار به زياد شحود ممثلي الفيلم، وبسيناريو عالي الحرفية، وبمونتاج مميز نجح المخرج في استغلاله لإيصال مؤدى المَشاهد مع التأثيرات النفسية المطلوبة عند المُشاهد. ويتناول الفيلم حياة رجل عاد الى لبنان من المهجر، وهو ينتظر بشغف أن يعيش قصة حب مستحيلة، لكنه يواجه صعوبات في بناء العلاقات مع الآخرين، فيعمد الى التأجيل المستمر لخوض تجربة الحب هذه. أما فيلم المركز الثاني «نعيما» (سليم صدقة، معهد الكفاءات، 10 دقائق)، فعبارة عن لقطة واحدة لشاب يبحث سدى في المحلات عن «صرافة» مئة ألف ليرة، مختصرا في مشاهداته يوميات الشارع اللبناني وطبيعته، الى أن ينتهي به الأمر الى متسول في نهاية الشارع، يحقق له مبتغاه. عام 2012، تم جلاء آخر رجل لبناني عن الأراضي اللبنانية. حول هذه الفكرة، يدور فيلم «لبنات» (نرمين حداد، جامعة القديس يوسف، 22 دقيقة) الذي حصد جائزة الجمهور، ليسرد قصة هدى وسلوى وسنا ولارا اللواتي ينتظرن عودة سامر، كل على طريقتها، حتى إعلان عودة أول رجل لبناني الى الأراضي اللبنانية! غياب الدعم الرسمي يقول المنسق في «نادي لكل الناس» نجا الأشقر، إن المهرجان هذا العام لقي إقبالا أكثر من السنوات الماضية، وحظي باهتمام إعلامي محلي وعربي، سواء لجهة الدعم أو التغطية. لكن المؤسف هو غياب الدعم الرسمي الذي يفترض بوزارة الثقافة تقديمه لرعاية وتشجيع المواهب الشابة. فالدعم الرسمي، بحسب الأشقر، اقتصر على تسهيل حضور الضيوف العرب الى لبنان، فيما الدعم الأساسي أي الدعم المادي، شبه معدوم. ويشير الأشقر الى أن بعض وزراء الثقافة على امتداد السنوات الماضية، قد وقعوا على مساعدات لدعم النادي، لكنها كانت تذهب الى أماكن أخرى، ربما بسبب المحاصصات الطائفية. لذلك، قرر النادي تحمّل مسؤولية تمويل نفسه بنفسه، من خلال ما يقدمه جمهور النادي وأصدقاؤه من المخرجين والفنانين. ويتحدث الأشقر عن مشروع يتم الإعداد له بالتعاون مع «المؤسسة العربية للديموقراطية» في تونس، هو عبارة عن «توأمة سينمائية»، أي اختيار موضوع معين يتم تصويره وإخراجه بعدسات طلاب لبنانيين وتونسيين، كل من منظاره الخاص، ثم يجري عرض الأفلام المصورة في كل من تونس وبيروت. كذلك، ستشارك أفلام عربية في «مهرجان أفلام الطلاب» العام المقبل، كمتسابقين لا كضيوف شرف. ومن مشاريع النادي بحسب الأشقر، إعادة طباعة أفلام المخرج الراحل مارون بغدادي في نهاية العام 2009
تكريما له في الذكرى الخامسة عشرة لرحيله.
جريدة السفير - عدد 20-5-2009 - صفحة شباب

في فنجاني قهوة الصباح،

ومن حولي،

أحزان المساء

ليس من شعر
تحت ابطيه
ليس من لباس
فوق ضلوعه
المتوحشة
-----.
عار هو
من الطفولة والوطن
عيناه صغيرتان
بحجم زيتونتين مسلوبتين
معدته تدوي في المكان
أصوات جوع وثورة
كل ما فيه
بدائي، طفولي
لكن كفه
آه...كفه
كم هي كبيرة
لا تخلو أبدا
من الحجارة



ليش مثلا مش:

Start your day with the one you love

?

صرنا نعمل صبحية مع ياهو




جمال العالم برهان على أن الله أنثى

اسمي جنوبية

Lebanon
معجوقة بمشروع التخرج